في عالمٍ يتغيّر بسرعة، لا يزال التعليم في كثير من بلداننا العربية يواجه أزمة صامتة لكنها خطيرة: أزمة التعلم.
ما هي مقاربة TARL؟
بدل أن نُعلّم الطفل وفق صفّه الدراسي، نُعلّمه وفق مستواه الحقيقي في القراءة والرياضيات.
جذور المقاربة وأهدافها الكبرى
أهداف المقاربة:
- تحسين تعلم الأساسيات (القراءة، الكتابة، الحساب).
 - تقليص الفوارق بين المتعلمين داخل الصف الواحد.
 - رفع دافعية التلاميذ للتعلم بطرق مرِحة وواقعية.
 - تمكين المعلمين من تصميم أنشطة حسب مستوى كل مجموعة.
 
الفلسفة التربوية وراء TARL
تقوم مقاربة TARL على قناعة بسيطة لكنها عميقة:
“لا يمكن للتلميذ أن يتعلم شيئًا جديدًا إذا لم يُبنَ على ما يعرفه فعلاً.”
مراحل تطبيق مقاربة TARL في الفصول الدراسية
تعتمد TARL على مجموعة خطوات منهجية يمكن تلخيصها في خمس مراحل رئيسية:
1. تشخيص مستوى التعلم
2. تجميع التلاميذ حسب المستوى
بدلاً من الصفوف التقليدية، يتم تقسيم التلاميذ إلى مجموعات:
- مجموعة "البدء" (لا يتقنون الحروف بعد)
 - مجموعة "القراءة الأولية"
 - مجموعة "القراءة الجيدة"
 - مجموعة "الفهم"
 
3. تصميم أنشطة تعليمية ممتعة
4. متابعة التقدم أسبوعيًا
يقوم المعلمون بملاحظة التقدم باستمرار، وينقلون التلميذ إلى المجموعة الأعلى عند تحسنه.
5. دمج النتائج في المقرر الدراسي
تُستخدم بيانات التعلم لتكييف المناهج والتقويمات لتكون واقعية ومبنية على المستوى الحقيقي للتلاميذ.
دور المعلم في مقاربة TARL
مهارات يحتاجها المعلم:
- القدرة على تشخيص مستوى التلاميذ بدقة.
 - المرونة في تغيير استراتيجيات التدريس حسب الفروق الفردية.
 - استخدام الأنشطة التفاعلية بدل الإلقاء الكلاسيكي.
 - الإيمان بأن كل تلميذ قادر على التعلم متى وُضع في المستوى المناسب.
 
تجربة الهند: من فكرة محلية إلى نموذج عالمي
- النيجر
 - كينيا
 - زامبيا
 - المغرب (في بعض المشاريع التجريبية)
 
تطبيق مقاربة TARL في السياق العربي
التحديات التي تواجه التطبيق:
- العدد الكبير للتلاميذ في القسم الواحد.
 - قلة تكوين المعلمين في التشخيص البيداغوجي.
 - جمود البرامج الدراسية الرسمية.
 - نقص الموارد التعليمية والألعاب البيداغوجية.
 
لكن رغم ذلك، يظل النموذج واعدًا جدًا إذا ما تم تكييفه مع الواقع المحلي.
مقارنة بين TARL والمقاربات التقليدية
| المقاربة | الأساس المعتمد | دور المعلم | تنظيم التلاميذ | النتيجة المتوقعة | 
|---|---|---|---|---|
| التقليدية | المستوى العمري والصف الدراسي | ملقّن وموجّه | صف موحّد | تفاوت كبير بين التلاميذ | 
| TARL | المستوى الفعلي للمتعلمين | ميسّر ومتابع | مجموعات حسب المستوى | تعلم متكافئ وتحسّن شامل | 
أثر TARL على المتعلمين
- تحسين واضح في المهارات الأساسية.
 - زيادة الثقة بالنفس لدى المتعثرين.
 - تحفيز التلاميذ المتفوقين على التعلم الذاتي.
 - خلق بيئة صفية إيجابية تقوم على التعاون بدل التنافس.
 
أثر TARL على النظام التعليمي ككل
عندما تطبَّق المقاربة على نطاق واسع، فإنها:
- تُقلّل من نسب الرسوب والتسرب المدرسي.
 - ترفع جودة التعليم دون كلفة مالية كبيرة.
 - تعيد الثقة في المدرسة كمؤسسة قادرة على إنصاف الجميع.
 
ولهذا، يعتبرها الخبراء من أنجع المقاربات البيداغوجية في القرن الواحد والعشرين.
نقد وملاحظات حول المقاربة
رغم نجاحها، تواجه مقاربة TARL بعض الانتقادات:
- أنها تركّز على المهارات الأساسية فقط وقد تُهمل باقي المواد.
 - تحتاج إلى إرادة سياسية وتغيير هيكلي في النظام التعليمي.
 - نجاحها مرهون بكفاءة المعلمين في التنفيذ الميداني.
 
لكن هذه التحديات يمكن تجاوزها بالتدريب والدعم والتدرّج في التطبيق.
.webp)